يتساءل كثيرون هل يمكن الشفاء من اضطراب الشخصية الحدية وكم يستغرق علاج اضطراب الشخصية الحدية حيث يعتبر هذا الاضطراب من الاضطرابات النفسية الشائعة وينتشر بين البالغين من الرجال والنساء حيث لا يمكن تشخيص هذا المرض عند الأطفال إلا بعد مرحلة البلوغ والرشد وثبات الطباع والصفات ومن الجدير بالذكر أن علاج اضطراب الشخصية الحدية يعتمد بنسبة 90% على العلاج النفسي و10% على الأدوية وبالتالي يحتاج مريض اضطراب الشخصية الحدية لخطة علاجية متخصصة من خلال طبيب خبير في الصحة النفسية أو العقلية.
ما سبب الشخصية الحدية؟
من الأسباب المرجحة للإصابة باضطراب الشخصية الحدية الجينات الوراثية وسوء التنشئة وحوادث الطفولة والعوامل البيئية وخلل بعض المواد الكيميائية في الدماغ مثل السيروتونين المنظم للحالة المزاجية لدى الإنسان.
هل يمكن الشفاء من اضطراب الشخصية الحدية
يعتبر اضطراب الشخصية الحدية (BPD) بشكل عام حالة صحية عقلية معقدة ومزمنة وعلى الرغم من عدم وجود “علاج نهائي” لاضطراب الشخصية الحدية، إلا أن هناك أشكالًا مختلفة من العلاج يمكن أن تساعد الأفراد على التحكم في أعراضهم وتخفيفها، مما يسمح لهم بأن يعيشوا حياة أكثر إرضاءً وتتضمن بعض طرق العلاج الشائعة لـ BPD المعروف باسم اضطراب الشخصية الحدية ما يلي:
- العلاج النفسي: يعد العلاج النفسي أحد أكثر العلاجات فعالية لاضطراب الشخصية الحدية، وتحديدًا العلاج السلوكي الجدلي (DBT) ويهدف DBT إلى مساعدة الأفراد على تطوير مهارات التأقلم وتحسين العلاقات الشخصية، وتعزيز إحساسهم بأنفسهم.
- الأدوية: على الرغم من عدم وجود أدوية معتمدة خصيصًا لعلاج اضطراب الشخصية الحدية، فقد يستفيد بعض الأفراد المصابين باضطراب الشخصية الحدية من الأدوية التي تعالج أعراضًا معينة، مثل أدوية تحسين الحالة المزاجية أو مضادات الاكتئاب أو الأدوية المضادة للذهان.
ملاحظة: من المهم أن نلاحظ أنه في حين أن العديد من الأفراد المصابين باضطراب الشخصية الحدية (BPD) يعانون من تحسن كبير في العلاج، إلا أن الاضطراب قد لا يزال يمثل تحديات طوال حياتهم فقد يمر بعض الأشخاص بفترات من الهدوء حيث تكون الأعراض أقل حدة، بينما قد يستمر آخرون في المعاناة من الأعراض بدرجات متفاوتة فإذا كنت أنت أو أي شخص أخر تعرفه مصاب باضطراب الشخصية الحدية، فمن المستحسن طلب المساعدة من خبراء الصحة العقلية الذين يمكنهم تصميم خطة علاج بناءً على الحالة الفردية والتشخيص للمريض.
أدوية لعلاج اضطراب الشخصية الحدية
من أبرز الأدوية المستخدمة في علاج اضطراب الشخصية الحدية مضادات الذهان ومضادات الاكتئاب وتوصف بحذر بعد التشخيص المناسب من خلال طبيب بالصحة العقلية وخضوع المريض لاختبار الشخصية الحدية وإثبات إصابته بهذا الاضطراب ويعتبر العلاج الفعالة لاضطراب الشخصية الحدية هو الذي يتكون من شق دوائي وشق نفسي وسلوكي للحصول على نتائج ناجحة ونسب شفاء عالية بإذن الله.
كم يستغرق علاج اضطراب الشخصية الحدية
علاج اضطراب الشخصية الحدية يعتمد على عدة عوامل، بما في ذلك شدة الأعراض واستجابة الفرد للعلاج، بالإضافة إلى السلوك العلاجي المستخدم وعلاج اضطراب الشخصية الحدية غالبًا يتضمن مزيجًا من العلاجات النفسية والدوائية، وتختلف مدة العلاج من شخص لآخر، حيث يعتمد على تجربة الفرد واستجابته للعلاج في بعض الحالات، قد يرى الفرد تحسنًا نسبيًا في غضون عدة أشهر من العلاج، في حين قد يستغرق الأمر وقتًا أطول لبعض الأفراد وتجدر الإشارة إلى أن الاستمرارية في العلاج والالتزام بالجلسات والتوجيهات من قبل المعالج هي عوامل مهمة لتحقيق تحسن مستدام.
مهم جداً أيضًا أن تتعاون مع أطباء الرعاية الصحية المختصين في هذا المجال لتحديد الخطة العلاجية المناسبة والتكيف معها حسب الاحتياجات الفردية.
اقرأ عن: صفات الشخصية الحدية
ما هي أنواع الشخصية الحدية وهل يمكن الشفاء من اضطراب الشخصية الحدية؟
اضطراب الشخصية الحدية يتفرع إلى ثلاثة أنواع وهي كالتالي:
اضطراب الشخصية الحدية المثبطة
يعاني أصحاب هذا النوع من جلد الذات وتأنيب الضمير وتوجيه اللوم للنفس بدلا من الآخرين كما أنهم يعتقدون أنه ينبغي عليهم ألا يخطئوا أبدًا وأن يكون على الدوام ناجحين ومتميزين.
اضطراب الشخصية الحدية الاندفاعية
وهو النوع ينخرط في تصرفات وسلوكيات اندفاعية بدون تفكير ويتميز بالنشاط الزائد والصفات العدوانية في بعض الأحيان.
اضطراب الشخصية الحدية العدوانية
يسيطر على أصحاب هذا النوع من الاضطراب شعور بالغضب والعدوانية وأكثر ما يميزهم هو العناد وعدم القدرة على ضبط النفس بالاضافة إلى تقلبات المزاج.
اضطراب الشخصية الحدية الانسحابية
ما يميز أصحاب اضطراب الشخصية الحدية الانسحابية هو الشعور بالعجز لذلك يلجأون الى الانسحاب السريع من أي علاقة أو موقف يتعرضون له وهنا يتساءل البعض هل يمكن الشفاء من اضطراب الشخصية الحدية الانسحابية وهذا سنتطرق له خلال السطور القامة.
مميزات الشخصية الحدية وأعراضها
من الأعراض التي يلاحظ وجودها في الأشخاص المصابين باضطراب الشخصية الحدية ما يلي:
- التذبذب العاطفي وعدم القدرة على الاستقرار.
- التفكير المضطرب.
- معلومات مشوهة.
- الشعور بالغضب الشديد.
- الاندفاع كالقيادة المتهورة على سبيل المثال أو التهديد أو إيذاء النفس.
- الشعور بالملل.
- الشعور بالخوف خاصة من الهجر أو الانفصال.
- صعوبة تنظيم المشاعر.
- الحساسية المفرطة.
- اتباع سلوكيات قد تكون مدمرة للذات.
وقد يرد سؤال هل يمكن الشفاء من اضطراب الشخصية الحدية والتخلص من هذه الأعراض؟ والإجابة نعم وذلك عبر علاج شامل وخطوات مدروسة من قبل طبيب الصحة النفسية.
علاج الشخصية الحدية بالقران
قد يتساءل البعض هل يمكن الشفاء من اضطراب الشخصية الحدية بالقرآن الكريم؟ وهناك أيضًا علاج لاضطراب الشخصية الحدية في القرآن الكريم حيث يُذكر في الآيات الكريمة أن المؤمن القارئ للقرآن محفوظ من جميع الجهات وأن الله سبحانه وتعالى يتكفل بحمايته ﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آَيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ﴾.
ومن هنا يتبين لنا أن القرآن الكريم والمواظبة على القراءة والأذكار تساعد في تهدئة النفس وعلاج الشخصية الحدية وتقليل القلق الذي يشعر به المصابون بهذا الاضطراب وترتفع نسبة الشفاء مع الجمع بين قراءة القرآن والعلاج النفسي واتباع كلا الطريقين من خلال أفضل مراكز الطب النفسي المتوفرة في مصر والمساعدة من المتخصصين بالصحة العقلية.
قد يهمك أيضًا: مدة علاج اضطراب الشخصية الحدية
خلاصة موضوع هل يمكن الشفاء من اضطراب الشخصية الحدية
بشكل عام نجيب عن تساؤل هل يمكن الشفاء من اضطراب الشخصية الحدية بنعم حيث يمكن الشفاء من هذا الاضطراب بإذن الله مع المواظبة على العلاجات التي تطرقنا إليها خلال هذه المقالة والتي تتنوع ما بين العلاج النفسي، الدوائي، السلوكي، القرآني وجلسات الدعم النفسية بواسطة مختصين في علاج اضطراب الشخصية الحدية.
والجدير بالذكر أنه يمكن أن يتخذ العلاج أشكالًا عديدة ويعتمد طول العلاج على شدة الاضطراب ومدى تعقيده ورغبة المريض في الشفاء لذا من المهم أن تتذكر أن العلاج عملية مستمرة وأن التعافي هو رحلة، وبهذه العبارة نصل لختام موضوعنا بعنوان هل يمكن الشفاء من اضطراب الشخصية الحدية .