برنامج التشخيص المزدوج: فهم شامل للحالات المتزامنة

اكتشف مفهوم التشخيص المزدوج (الإدمان والاضطرابات النفسية المتزامنة). تعرف على أعراضه، أهمية العلاج المتكامل، وأنواع العلاجات الفعالة لتحقيق التعافي الشامل.

يعد التشخيص المزدوج مصطلحًا حيويًا في مجال الصحة النفسية وعلاج الإدمان. يشير هذا المفهوم إلى حالة معقدة يواجه فيها الفرد اضطرابًا في تعاطي المواد المخدرة أو الكحوليات جنبًا إلى جنب مع اضطراب نفسي آخر في الوقت ذاته. لا تتعلق هذه الحالة بوجود مشكلتين منفصلتين تمامًا، بل هي تفاعل متشابك ومعقد حيث يؤثر كل اضطراب على الآخر، ويزيد من حدة الأعراض، ويجعل عملية التشخيص والعلاج أكثر صعوبة. في هذه المقالة سنناقش التالي:

ما هو التشخيص المزدوج؟

يعرف أيضا باسم الاضطراب المصاحب، هو عبارة عن مصطلح طبي مهم في مجال الصحة النفسية يشير إلى وجود كلاً من اضطراب في تعاطي المواد المخدرة أو الكحوليات جنباً إلى جنب مع اضطراب نفسي آخر لدى نفس الشخص، وأيضا اضطراب في الحالة النفسية أو العقلية في نفس الوقت عند الشخص المدمن. ويعد احد البرامج العلاجية التي يتم تطبيقها لأول مرة في الوطن العربي، والذى استطاع أن يحقق أفضل النتائج في علاج الإدمان. في المجال الطبي، يعني التشخيص المزدوج أن المريض يعاني من اضطراب تعاطي مواد مخدرة أو كحولية، إلى جانب اضطراب في صحته العقلية أو النفسية. هذا التداخل يجعل التشخيص صعبًا للغاية، وقد يؤدي إلى تدهور حالة المريض وانتكاسه بالعودة إلى التعاطي والإدمان مرة أخرى.

فكرة برنامج التشخيص المزدوج

تقوم فكرة برنامج التشخيص المزدوج على إنشاء مجتمع علاجي متكامل، يعمل على توفير بيئة نفسية داعمة تساعد المرضى على التغيير الإيجابي والتفاعل السلوكي الاجتماعي. هذا المجتمع العلاجي يرتكز على فكرة التأهيل النفسي والسلوكي لمرضى الإدمان الذين يعانون أيضًا من اضطرابات نفسية متزامنة.

لتحقيق ذلك، يعتمد البرنامج على تطبيق عدد من البرامج العلاجية المستخدمة في مراكز متخصصة مثل مركز الأمل لعلاج الإدمان. من أبرز هذه البرامج:

  • برامج العلاج المعرفي السلوكي الذي يساعد المرضى على تحديد وتغيير أنماط التفكير والسلوك السلبية التي تساهم في الإدمان والاضطرابات النفسية.
  • العلاج الجماعي حيث يتفاعل المرضى مع أقرانهم تحت إشراف معالجين، مما يوفر الدعم المتبادل وفرصة لتبادل الخبرات والتعلم من الآخرين.
  • برامج الاثني عشر خطوة  مثل برامج المدمنين المجهولين والتي تركز على الدعم الروحي والاجتماعي كجزء من رحلة التعافي.

باختصار، يهدف برنامج التشخيص المزدوج إلى توفير بيئة علاجية شاملة تجمع بين الدعم المجتمعي والعلاجات النفسية والسلوكية المتخصصة، لتمكين مرضى الإدمان الذين يعانون من حالات نفسية متزامنة من التعافي الشامل والمستدام.

ما المدة التي يستغرقها برنامج التشخيص المزدوج لعلاج الادمان؟

 

التشخيص المزدوج
التشخيص المزدوج

نظرًا لتعقيد التشخيص المزدوج الذي يتضمن معالجة الإدمان والاضطرابات النفسية معًا، فإن العلاج الفعال عادة ما يكون طويل الأمد، وغالبًا ما يتجاوز بضعة أسابيع ليصل إلى عدة أشهر، وقد يمتد لسنوات في بعض الحالات التي تتطلب دعمًا مستمرًا. لا توجد مدة ثابتة ومحددة لبرنامج التشخيص المزدوج لعلاج الإدمان، حيث تعتمد المدة بشكل كبير على عدة عوامل رئيسية منها:

  • مرحلة سحب السموم (الديتوكس): تتراوح عادة من 7 إلى 14 يومًا، ولكن قد تزيد أو تقل حسب نوع المخدر وحالة المريض.
  • مرحلة العلاج المكثف (النفسي والسلوكي): هذه هي المرحلة الأساسية في برنامج التشخيص المزدوج، وغالبًا ما تستمر من شهر إلى عدة أشهر (3 إلى 6 أشهر تعتبر فترة شائعة للبرامج الداخلية)، وفي بعض الحالات قد تصل إلى 90 يومًا أو أكثر.
  • بعض البرامج المكثفة قد تكون أقصر، مثل 28 يومًا، ولكن هذه البرامج غالبًا ما تكون للمرضى ذوي الحالات الأقل تعقيدًا وتتطلب متابعة مكثفة بعد الخروج.
  • بعض المراكز تشير إلى أن مدة برنامج التشخيص المزدوج لديهم قد تكون في المتوسط 3 أشهر

أبرز مميزات برنامج التشخيص المزدوج

يتميز برنامج التشخيص المزدوج بتقديمه رعاية شاملة ومتكاملة، تركز على معالجة الإدمان والاضطرابات النفسية المتزامنة بشكل فعال. إليك أهم مميزاته:

  • رعاية طبية وإشراف مستمر على مدار الساعة.
  • بيئة علاجية داعمة تعزز الشفاء:
  • إشراك المريض في خطته العلاجية
  • دعم تطوير الحافز خلال مرحلة الاستقرار
  • اكتساب المهارات الشخصية والاجتماعية
  • الحماية من الانتكاسات بعد الاستقرار والتأهيل
  • جلسات استشارية فردية متخصصة
  • علاج تكميلي ومنسق بشكل أمثل

أعراض التشخيص المزدوج

تتسم أعراض التشخيص المزدوج بالتنوع، حيث تختلف بناءً على نوع المادة التي يتعاطاها الفرد والاضطراب النفسي المحدد الذي يعاني منه. ومع ذلك، توجد مجموعة من الأعراض الشائعة التي غالبًا ما تشير إلى وجود هذه الحالة المتزامنة، وتتمثل في الآتي:

  • تغيرات في المزاج.
  • فقدان الاهتمام بالأنشطة التي كان يتمتع بها الفرد سابقًا.
  • التغيرات في الوزن، بما في ذلك فقدان الوزن أو زيادته.
  • الانخراط في سلوكيات محفوفة بالمخاطر.
  • الانعزال عن الأصدقاء وأفراد الأسرة الآخرين.
  • فقدان السيطرة على تعاطي المخدرات.

الخاتمة

في الختام، يظل التشخيص المزدوج تحديًا صحيًا معقدًا يتطلب فهمًا عميقًا ونهجًا علاجيًا شاملًا. إنه ليس مجرد مشكلتين منفصلتين تتصادفان لدى شخص واحد، بل هو تفاعل معقد بين الإدمان والاضطراب النفسي، حيث يؤثر كل منهما على الآخر ويزيد من صعوبة التعافي.

مصدر ١ 

مصدر 2