أعراض الرهاب الاجتماعي وأسبابه وطرق العلاج من أهم الموضوعات البحثية في الوقت الحالي، والمقصود بالرهاب الاجتماعي هو الإحساس بالقلق المفرط تجاه بعض المواقف المجتمعية الغير معتادة، وكذلك تجاه المواقف اليومية والروتينية لهذا يطلق عليه القلق المجتمعي، حيث يواجه المريض مشكلة في التواجد بالأماكن المزدحمة بالناس، ويشعر بالقلق والخوف من التعرف على أصدقاء جديدة .
بالإضافة إلى ذلك نجد طريقة تفكير المريض تتمحور حول الشك والقلق تجاه كافة الأمور المحيطة به، وبالتالي مع مرور الوقت يبدأ المريض في مواجهة العديد من المشاكل في حياته، ويعد الرهاب الاجتماعي ضمن قائمة الاضطرابات الشخصية التي تحتاج إلى علاج نفسي، وتقويم سلوكي لمساعدة المريض على التأقلم والتكيف مع المجتمع، وكذلك القدرة على مواجهة الشعور بالقلق تجاه المواقف المجتمعية، وعبر مركز ميديكال للطب النفسي سنتحدث عن أعراض الرهاب الاجتماعي وأسبابه وطرق العلاج .
ما هو اضطراب الرهاب الاجتماعي ؟
اضطراب الرهاب الاجتماعي (Social anxiety disorder) من الاضطرابات التابعة لاضطراب القلق، ويعد الرهاب الاجتماعي أو القلق المجتمعي من المشكلات النفسية التي تواجه المريض، حيث يعاني من كثرة الخوف والقلق المفرط والغير مبرر تجاه مواقف عادية لا تستدعي الشعور بالخوف، لذا دائمًا ما نجد أن الشعور بالقلق لدى مريض الرهاب الاجتماعي نابع من التفكير في آراء الآخرين، والخوف من التعرض إلى الانتقاد أو السخرية، وبالتالي يتمكن شعور الخوف والقلق من المريض .
كما أن هذا الاضطراب يؤثر على طريقة تفكير المريض، حيث يغلب على أفكاره الشعور بالخوف والقلق، حتى وإن كانت هذه الأفكار غير منطقية بالنسبة له، والجدير بالذكر أن اضطراب الرهاب الاجتماعي يصبح من الأمراض المزمنة مع مرور الوقت، كما أن الأعراض الجانبية الناتجة عنه لها تأثير سلبي كبير على المريض، حيث تدفعه إلى التفكير في الانسحاب الاجتماعي، والتوقف عن المشاركة في أي أنشطة اجتماعية .
وتعد مرحلة العلاج المبكرة أمر في غاية الأهمية للحد من تفاقم المشكلة، والتحكم في شعور الخوف والقلق، ولابد من التنويه إلى أن اضطراب الرهاب الاجتماعي يختلف عن شعور الخجل، وذلك لأنه يكون مرض منهك لصاحبه ويحتاج إلى العلاج .
أسباب الرهاب الاجتماعي
من المحاور التي يشملها الحديث أعراض الرهاب الاجتماعي وأسبابه وطرق العلاج هو الحديث عن الأسباب، والدوافع التي تنمي اضطراب الرهاب الاجتماعي لدى المريض، حيث أجمعت الأبحاث العلمية على أن اضطراب الرهاب الاجتماعي حصيلة مجموعة من الأسباب المحيطة بالمريض، وسنوضح هذه الأسباب بالتفصيل عبر الأسطر التالية :
1_ البيئة
البيئة من العوامل الهامة التي تؤثر في تكوين ملامح الشخصية، ووضع الأسس الأولية في سلوكيات الشخص، لذا فإن البيئة التي يسودها العنف والترهيب تعد سبب في الإصابة بالرهاب الاجتماعي، وكذلك المشاكل الأسرية والتنمر من الأصدقاء والأشخاص المقربين، والتعرض إلى الابتزاز العاطفي وغيرها من الأسباب البيئية التي تتسبب في الإصابة باضطراب الرهاب الاجتماعي .
2_ التعرض إلى الصدمات
من ضمن أسباب اضطراب الرهاب الاجتماعي هو التعرض إلى الصدمات مثل التعنيف المنزلي، أو التعدي الجنسي والجسدي في أحد المراحل العمرية، حيث أن هذه الصدمات يترتب عليه الشعور بالخوف والقلق من جميع الأشخاص .
3_ التربية الأسرية
أهم العوامل التي تعد سبب في الإصابة بالاضطرابات الشخصية مثل الرهاب الاجتماعي هي التربية الأسرية، حيث أن الانتقاد الدائم من الآباء يشعر الطفل بعدم التقبل، والرفض من المجتمع وغيرها من المشاعر السلبية التي تسيطر على أفكار الطفل، وبالتالي يتجنب التواجد في أي تجمعات أو مناسبات عائلية خوف من التعرض إلى الانتقاد، وفي مراحل عمرية متقدمة يسيطر شعور الخوف والقلق على جميع جوانب حياة الشخص، وفي تلك الحالة يتم تشخيصه باضطراب الرهاب الاجتماعي .
4_ عوامل جينية
المقصود بالعوامل الجينية هي العوامل الوراثية حيث أنه حوالي 30% إلى 40% من الأطفال المصابين باضطراب الرهاب الاجتماعي يملكون آباء مصابين بنفس الاضطراب، والجدير بالذكر أن بعض الأطباء لم يستطيعوا تحديد هل سبب الإصابة هو انتقال الجينات الحاملة للمرض من الآباء إلى الأبناء، أم أن الإصابة ناتجة عن اكتساب الأطفال سلوكيات الرهاب الاجتماعي .
وهناك بعض الأبحاث الأخرى التي أثبتت أن الطفرات الجينية لإنتاج هرمون السيرتونين، والمسؤولة عن اضطراب الرهاب الاجتماعي قد تنتقل من الآباء إلى الأبناء .
5_ عوامل جسدية
هناك حالات من الإصابة باضطراب الرهاب الاجتماعي نتجت عن أسباب جسدية، والتي تسببت في تطور شعور الخوف والقلق، ومن أهم العوامل الجسدية المسؤولة عن الإصابة باضطراب الرهاب الاجتماعي التالي :
- اضطراب إفراز هرمون السيرتونين المتحكم في الحالة المزاجية للإنسان .
- زيادة نشاط اللوزة الدماغية نتيجة خلل التواصل بينها وبين القشرة الدماغية، واللوزة الدماغية هي المسؤولة عن حدوث التغيرات الفسيولوجية داخل جسم الإنسان لمواجهة المخاطر، والصعاب سواء الحقيقية أو الوهمية .
أعراض الرهاب الاجتماعي
موضوعنا عن أعراض الرهاب الاجتماعي وأسبابه وطرق العلاج يشمل توضيح أعراض اضطراب الرهاب الاجتماعي بشكل مفصل، حيث أنها تنقسم إلى أعراض نفسية وأخرى جسدية كما يلي :
1_ أعراض جسدية
- زيادة التعرق .
- احمرار الوجه .
- الرعشة .
- الدوار والدوخة .
- ضيق التنفس .
- عدم القدرة على التوازن .
- صعوبة في نطق الكلام .
- الشعور بالغثيان .
- سرعة ضربات القلب .
2_ أعراض نفسية
- الإحساس بالقلق والتوتر المفرط لمدة أسابيع وأيام قبل الأحداث الاجتماعية المنتظرة .
- إدمان الكحوليات للقدرة على مواجهة المواقف الاجتماعية .
- التوقف عن الذهاب إلى العمل أو المدرسة خوفًا من مواجهة الأصدقاء .
- القلق والتوتر المفرط من آراء الآخرين .
- الخوف من نظرات الأشخاص المحيطة به .
- الإحساس بالقلق الغير مبرر عند تناول الطعام في مكان عام .
- الخوف من إدراك الآخرين لشعور الخوف والقلق الذي يعاني منه .
- الشعور بالقلق المفرط عند شرح نموذج أو خطة المشروع أمام المديرين أو زملاء العمل .
طرق علاج الرهاب الاجتماعي
يعد العلاج هو المحور الأخير في موضوع حديثنا عن أعراض الرهاب الاجتماعي وأسبابه وطرق العلاج، حيث يتساءل الكثير من الأشخاص عن هل من الممكن علاج اضطراب الرهاب الاجتماعي، والإجابة بالطبع اضطراب الرهاب الاجتماعي له العديد من الطرق العلاجية، والتي من أهمها العلاج النفسي لتعديل السلوكيات الخاطئة، ويعتبر مركز ميديكال للطب النفسي من أهم المراكز النفسية التي تساهم في الشفاء، والتعافي من الاضطرابات الشخصية، ومن ضمن طرق علاج الرهاب الاجتماعي داخل المركز التالي :
1_ العلاج المعرفي السلوكي
يعد العلاج المعرفي السلوكي من أهم طرق علاج الرهاب الاجتماعي، حيث يساعد على التحكم في طريقة تفكير المريض بهدف التحكم في شعور الخوف والقلق، وكذلك استبدال الأفكار السلبية بالأفكار الإيجابية، كما أن الطبيب يساعد المريض على تعلم بعض الآليات والسلوكيات الجديدة للقدرة على التأقلم والتكيف مع المجتمع، وأيضًا يتعلم بعض تمارين الاسترخاء للحد من شعور القلق والتوتر .
2_ العلاج بالتعرض
آلية العلاج بالتعرض تساعد المريض على مواجهة كافة المواقف المجتمعية التي تشعره بالقلق والخوف، والعمل على تنمية الإدراك العام بالقدرة على مواجهة القلق دون الشعور بالخوف .
3_ العلاج الدوائي
ضمن آليات علاج اضطراب الرهاب الاجتماعي هو العلاج الدوائي لمساعدة المريض على الاسترخاء، والحد من شعوره بالخوف والقلق من خلال تناول بعض الأدوية مثل مضادات القلق والاكتئاب .
4_ العلاج الجماعي
من أهم آليات العلاج التي يقدمها مركز ميديكال للطب النفسي هو العلاج الجماعي، والذي يهدف إلى مساعدة المريض على تعلم مهارات التواصل الاجتماعي، وتطبيقها مع أشخاص يعانون من نفس الاضطراب، مما يقلل من شعور الوحدة أثناء رحلة العلاج .
وبذلك نصل إلى ختام موضوعنا عن أعراض الرهاب الاجتماعي وأسبابه وطرق العلاج، وللحصول على الدعم والمساعدة الطبية ينصح بالذهاب إلى مركز ميديكال للطب النفسي .
موضوعات ذات صلة :
