إدمان الأدوية المسكنة ظاهرة انتشرت في الآونة الأخيرة، التي كان يفترض أن تكون وسيلة لتسكين الألم، لكنها تحولت في بعض الحالات إلى مادة للإدمان تؤثر على الصحة النفسية والجسم، حتى نفهم كيفية حدوث الإدمان من هذه الأدوية، وطرق الوقاية والعلاج، عليك قراءة هذا المقال لتتعرف على أي نوع مسكنات يسبب تعود الفرد عليها.
إدمان الدواء والعقاقير الطبية
لم يعد الإدمان مقتصراً على المخدرات التقليدية فحسب بل إن إدمان الأدوية من أخطر أنواع الإدمان المنتشرة في العصر الحالي ، فهناك الكثير من الأدوية التي يتم وصفها من أجل علاج حالة طبية ويساء استخدامها في غير الأغراض الطبية المخصصة لها؛ لذا فهي تتسبب في حدوث تغيرات في المخ وتتسبب في حالة من الاعتمادية ومن ثم الإدمان وأهمية علاج إدمان الأدوية لا يقل عن أهمية علاج إدمان المخدرات.
بل إن خطورة إدمان الدواء تكمن في أن الشخص لا يعتبره إدماناً وهذا ما يتسبب في إدمان الدواء ودخول الأفراد في حالات خطرة وحدوث تسمم بالدواء، وكم من عقار طبي تحول إلى دمار وحتى لا نقي أنفسنا من أدماء الدواء فعلينا اتباع تعليمات وتوصيات الطبيب المعالج دون أي زيادة للجرعات الموصوفة من قبل الطبيب المختص .
لذا كثير من الأشخاص يقع في فخ إدمان الأدوية النفسية فالأدوية النفسية في حد ذاتها لا تسبب الإدمان ،لكن قد يقع الأشخاص في فخ الإدمان على الأدوية وإدمان العقاقير الطبية فليس الخطأ في الدواء والعقار الطبي، ولكن المشكلة تكمن في سوء استخدام العقار الطبي ولا يمكننا أن نحصر أسماء أدوية الإدمان فهناك العديد من الأدوية والعقاقير التي يساء استخدامها وتتحول إلى إدمان .
ولذا نحن في مستشفي الحرية للطب النفسي وعلاج الإدمان نقدم أيدينا لمن وقع في فخ الإدمان على الأدوية من أجل تخليصه من هذا الداء والبلاء من خلال برنامج علاج إدمان الدواء الذي يتم في مستشفي اختيار للطب النفسي من خلال المختصين في بيئة علاجية تساعد على التعافي من خلال رقم الهاتف
الإدمان على الدواء هو المادة التي تعالج مرضاً ما يصيب الإنسان أو الحيوان كما تخفف من وطأته أو تقي منه ، ويعمل الدواء على زيادة إحدى وظائف الجسم أو إنقاصها ويجب أن يحصل أي دواء أو عقار على ترخيص قانوني بالاستخدام ، وذلك عقب التأكد من عدم وجود أي أضرار يسببها من الناحية الجسدية أو النفسية .
تشتمل الأدوية عدد كبير بل وهائل ولها تأثير كبير في الجسم وكما أن للأدوية فوائد كبيرة إلا أن لها العديد من الآثار الجانبية التي يمكن أن تؤدي إلى الوفاة ومن بين تلك الآثار الوقوع في طريق الإدمان على الدواء .
يمكن تعريف مشكلة الإدمان على الأدوية أو الوصفات الطبية بأنها حالة من التعلق النفسي والسلوكي دون أن تكون هناك حاجة إلى هذا الأمر ، ونتناول من خلال الموضوع التعرف على مرض الإدمان على الأدوية بكل أشكاله وكذلك العوامل والأسباب التي تساعد على ذلك، بالإضافة إلى تلك الأضرار التي تسببها وطرق التخلص من هذا الإدمان وأساليب العلاج .
إدمان الأدوية المسكنة
يستسهل الكثيرين طريقة التخلص من بعض أنواع الأعراض التي تسبب الألم، بتناول المسكنات بدون استشارة طبيب أو وصفة طبية، غير مبالين بنوع هذا المسكن أو ما هي تفاعلاته أو تأثيراته الجانبية على صحة الجسم، وفي أغلب الحالات التي يحدث فيها إدمان الأدوية المسكنة يكون السبب الأول هو سوء الاستخدام، وعدم الرجوع إلى طبيب مختص ليحدد نوع محدد وجرعته التي تناسب كل حالة.
يحدث الإدمان نتيجة لتأثير المواد الأفيونية التي توجد ضمن مكونات في هذا النوع من المسكنات، مثل الكودايين والمورفين، التي تحفز إفراز الإندورفين في الدماغ، الذي يسبب شعور بالراحة والهدوء، ومع الاعتماد عليه يتطور ليصبح إدمان بشكل تدريجي، حيث يشعر الفرد بصعوبة العيش بدون تلك الأدوية، وأشهر علامات إدمان المسكنات هي تقلبات المزاج، فقدان الوزن واضطرابات النوم، لذلك يجب الانتباه إلى خطورة تناول تلك الأدوية دون استشارة الطبيب.
هل المسكنات تعتبر من المخدرات
نعم، المسكنات التي تحتوي على مواد أفيونية مثل الكودايين والمورفين، يمكن أن تُعد من المخدرات، خاصة، إن هذه المواد تؤثر على الدماغ بشكل مباشر، وتُوصف لتسكين الألم بفعالية كبيرة، ومع ذلك تعاطي هذه المسكنات بجرعات أو لفترات طويلة يسبب إدمان الأدوية المسكنة ويؤثر على الحالة النفسية، مما يجعلها تندرج تحت تصنيف المواد المخدرة.
موضوعات ذات صلة: أعراض جرعة زائدة من المسكنات
متى يكون المسكن ضار
ذكرنا في سطور سابقة بأن استخدام المسكنات بشكل غير صحيح، أو عندما لا يتم الالتزام بالجرعات الموصوفة من الطبيب، قد يسبب ذلك إدمان الأدوية المسكنة، وتختلف بعض الأضرار من حالة لأخرى كما يلي:
- يمكن أن تتسبب الغثيان والتقيؤ، وفي حالات نادرة ردود فعل تحسسية.
- بعض الحالات تصاب بضرر في وظائف الكبد والكليتين.
- تسبب تهيجًا للمعدة والأمعاء واضطرابات في الجهاز الهضمي، قد تصل إلى قرحة المعدة في حالات نادرة.
ما هي أنواع المسكنات
هناك عدة أنواع من المسكنات، وأكثرها خطورة، التي تحتوي على مواد أفيونية، لأنها فد تسبب إدمان الأدوية المسكنة وإليك بعض أنواع المسكنات:
- المسكنات غير الأفيونية: لا يسبب تناولها الإدمان وآثارها الجانبية ليست بنفس خطورة النوع التالي.
- الأسبرين (Aspirin): مضاد للالتهابات ومسكن.
- الإيبوبروفين (Ibuprofen): مضاد للالتهابات ومسكن.
- الباراسيتامول (Paracetamol): مسكن للألم ومضاد حمى.
- المسكنات الأفيونية:
- الكودايين (Codeine): يستخدم لتسكين الألم المعتدل إلى الشديد.
- المورفين (Morphine): مسكن قوي لتسكين الألم الشديد.
- الفينتانيل (Fentanyl): نوع من المسكنات الأفيونية الفعّالة، ويستخدم في حالات الألم الحادة.
أسماء مسكنات الألم في مصر
تُستخدم في مصر عدة مسكنات لتخفيف الألم، وإليك بعض أسماء مسكنات الألم، التي يمكن أن تصرف بدون روشتة في الصيدليات المصرية:
- ترامادول Tramadol: الأسماء التجارية: ترامال، ترال.
- كودين Codeine: الأسماء التجارية: كوديفلام، كودين.
- باراسيتامول Paracetamol: الأسماء التجارية: بانادول، بيروفين.
- ديكلوفيناك Diclofenac: الأسماء التجارية: فولتارين، ريفوكس، ديكلوفين.
- إيبوبروفين Ibuprofen: الأسماء التجارية: نايبروكس، ايفوبروكس، بريفين.
ما هو بديل المسكنات
هناك العديد من البدائل للمسكنات وهي لا تعرضك لخطر إدمان الأدوية المسكنة، كذلك تختلف حسب نوع الألم والحالة الصحية للشخص، إليك بعض البدائل:
- التدليك له تأثير إيجابي سريع في تخفيف العديد من أنواع الألم.
- العلاج الطبيعي يمكن أن يكون بديل فعال، في حالات ألم العضلات أو المفاصل.
- وضع الكمادات الباردة أو الساخنة على منطقة الألم يمكن أن يكون بديل فعال في بعض الحالات.
كم مدة استخدام المسكنات
مدة استخدام المسكنات تعتمد على نوع المسكن وصحة الفرد، ويفضل تناول المسكنات تحت إشراف الطبيب، وإليك بعض الأساسيات العامة:
- يمكن استخدام المسكنات مدة قصيرة، في حالات الألم الحاد، وعادةً لا تتجاوز عدة أيام إلى أسبوع.
- يجب تحديد المدّة الزمنية في حالات الألم المزمن، بناءًا على توجيهات الطبيب، قد يحتاج الفرد إلى استخدام المسكنات لفترة طويلة، وفي هذه الحالة يجب الالتزام بالجرعة لتجنب إدمان الأدوية المسكنة.
- في بعض الحالات، قد يكون هناك حاجة لعلاج مستمر بجرعات منخفضة للمسكنات للسيطرة على ألم مزمن، يتم ذلك تحت إشراف الطبيب لتجنب المشاكل الصحية المحتملة.
موضوعات ذات صلة: بديل الترامادول
هل يمكن تناول المسكن على معدة فارغة
تعتمد قابلية ذلك على نوع المسكن، وتحديدًا على المكون الأساسي له، والتعليمات المرفقة مع الدواء:
- الباراسيتامول (بانادول): يمكن تناوله على معدة فارغة أو مع الطعام.
- الإيبوبروفين والنابروكسين: يُفضل تناولهما مع الطعام أو الحليب لتقليل فرصة حدوث تهيج المعدة.
- الديكلوفيناك: قد يؤدي تناوله على معدة فارغة إلى زيادة فرصة حدوث مشاكل في المعدة، لذا يُفضل تناوله مع الطعام.
- الكودين وترامادول: يمكن تناولهما مع أو بدون طعام، ولكن قد يؤدي تناولهما على معدة فارغة إلى الشعور بالغثيان في بعض الحالات.
علاج إدمان الأدوية المسكنة
نعالج في مستشفى ميديكال للطب النفسي وعلاج الإدمان، حالات إدمان المسكنات بأفضل الطرق، إليك بعض طرق علاج إدمان الأدوية المسكنة:
- يبدأ العلاج بتقييم دقيق لحالة الفرد الصحية، من قبل فريق طبي متخصص، لديه حبرة كبيرة قي تحديد مدى تأثير المسكنات على الصحة.
- في حالة التعود الشديد على المسكنات، نحدد مدّة الانسحاب باستخدام أدوية تخفيف الأعراض، تحت رعاية ودعم فريق طبي شامل خلال هذه المدّة.
- يمكن أن يكون الدعم الاجتماعي إحدى عوامل النجاح في العلاج.
- يشمل العلاج النفسي جلسات مع مستشار نفسي أو اختصاصي نفسي للتعامل مع الآثار النفسية للإدمان.
- يشمل العلاج الشامل الاهتمام بالصحة العامة للفرد، بما في ذلك تحسين نمط الحياة والتغذية والنشاط البدني.
- يمكن استخدام بعض الأدوية مثل الميثادون والبوبرينورفين، للتقليل من رغبة الفرد في تناول المسكنات وتحفيف أعراض الانسحاب.
أعراض انسحاب المسكنات من الجسم
قد يظهر على الشخص أعراض الانسحاب، إذا قرر التوقف فجأة دون استشارة الطبيب، تشمل هذه الأعراض:
- اضطرابات في النوم، والقلق والتوتر
- ازدياد في مشاعر الغضب والعصبية.
- اضطرابات في الجهاز الهضمي، مثل الغثيان والإسهال.
- تقلبات في المزاج، وقد يظهر الشعور بالاكتئاب أو القلق.
- شعور بالألم في الجسم، وقد يكون ذلك نتيجة لتقليل التأثير المخدر للمسكن.
هل القهوة تبطل مفعول المسكن
القهوة لا تبطل مفعول المسكنات ولا تعالج إدمان الأدوية المسكنة، ولكن هناك بعض الأمور، التي قد تؤثر على تفاعل المسكنات مع القهوة:
- القهوة تحتوي على الكافيين الذي يعد منبهًا للجهاز العصبي، وفي بعض الحالات يسبب اليقظة والانتباه، وهو عكس تأثير بعض المسكنات التي قد تسبب النعاس.
- تؤثر بعض مكونات القهوة مثل البوليفينولات، على امتصاص بعض أنواع المسكنات، لكن هذا التأثير يكون ضعيف.
- القهوة قد تؤثر على الهضم وحركة الأمعاء، ولكن ذلك عادة لا يسبب تغيير كبير في امتصاص المسكنات.
هل النوم يبطل مفعول المسكن
النوم غالبًا لا يبطل مفعول المسكنات عمومًا، ولكن هناك أمور يجب أن تؤخذ في الاعتبار وهي، أن الحصول على قسط كاف من الراحة، والنوم لثماني ساعات بشكل متواصل يساعد على الشعور بالراحة، كذلك في حال استخدام مسكنات الألم الأفيونية، التي تحتوي على مواد قد تؤثر على الوعي، مثل المورفين أو ترامادول، يمكن أن تسبب النوم أو الشعور بالنعاس.
هل الأكل يبطل مفعول المسكن
نعم، يمكن أن يؤثر تناول الطعام على مدى فعالية المسكنات، عمومًا يُفضل تناول المسكنات على معدة فارغة أو مع كمية قليلة من الطعام، لا سيما إذا كانت المسكنات تسبب اضطراب في المعدة، وتأثير الطعام يعتمد على نوع المسكن، بعض المسكنات يمكن أن تتسبب في تهيج المعدة، ويُفضل تجنب تناولها مع الطعام لتجنب هذا التأثير، في حين يمكن لبعض المسكنات الأخرى أن تتسبب في الغثيان، ويمكن تقليل هذا التأثير عند تناولها مع الطعام.
مهم جدًا اتباع إرشادات الطبيب حول تناول المسكنات، حتى لا تسبب إدمان الأدوية المسكنة، مثل أنسب الأوقات لتناولها وما إذا كان يجب تجنب تناولها مع الطعام.
في نهاية حديثنا حول إدمان الأدوية المسكنة:
في ختام هذا المقال، يظهر أن إدمان الأدوية المسكنة أصبح أمر شائع، بسبب الضغوط الحياتية لذا ينصح الفريق الطبي في مستشفى ميديكال للطب النفسي وعلاج الإدمان، تجربة بدائل المسكنات الطبيعية وفي حال استمر الألم، يجب استشارة الطبيب ليحدد نوع وجرعة ومدة استخدام المسكات لا سيما لو كانت أفيونية.