هل تناول الادوية النفسية يسبب الادمان ؟
لعل الهاجس الاكبر لدي الكثير ممن يستخدمون الادوية النفسية بانها تسبب الادمان ولعل هذا الامر الذي يحول بين المرضي النفسيين وبين طلب الاستشارة النفسية هو اعتقادهم ورسوخ ذلك في أنفسهم بأن الأدوية النفسية تسبب الادمان .
ولا شك ان قلة الوعي لدي هؤلاء الأفراد حول الادوية النفسية هو السبب الرئيسي في اعتقادهم الراسخ بأن الأدوية النفسية تسبب الادمان ولذا من خلال هذا المحور من محاور الموضوع سنغير الفكرة المغلوطة والاعتقاد الخاطئ السائد حزل كون ” الادوية النفسية تسبب الادمان ” .
ادمان العقاقير والأدوية الطبية , علاج ادمان الدواء ؟
هل مرضي السكري الذين يتناولون دواء مرض السكر عشرات السنين يعدوا مدمنين ؟ او هل من يتعاطي دواء الضغط طيلة عمره يعد مدمناً ؟ او غيرهم ممن يعانون من امراض عضوية ويتناولون الادوية طيلة العمر ولا يطلق عليهم مدمنين علي الدواء لان استخدام هؤلاء المرضي للأدوية بسبب الحاجة الطبية .
وهذا يختلف قطعاً عن الادمان فالمقصود بالادمان علي الادوية هو الاعتماد الجسدي علي مادة طبية او عقار طبي او دواء ما بشكل لا يستطيع الشخص تركه حتي مع المحاولة فقد يفشل ولا يستطيع التخلي عنه او حتي مجرد التقليل من الجرعة وفي حالة توقفه عن تناول تلك الادوية تظهر اعراض انسحابية شديدة .
بل يحتاج الشخص المدمن علي الادوية الزيادة في كمية الجرعة بشكل تدريجي وباستمرار للحصول علي نفس المفعول والحصول علي التأثير السابق لذا هناك امران لكي يجب حصولهما معا لكي نقول بان الشخص مدمن علي العقاقير هما التعود علي تناول الدواء مع زيادة جرعة الدواء دون الحاجة اليه اصلاً من اجل الحصول علي التأثير .
القول بان الادوية النفسية تسبب الادمان امر غير صحيح فالادوية النفسية مختلفة تماماً فيما بينها وهي مجموعات وتصنيفات مختلفة بل ان هناك العديد من الادوية النفسية التي تستخدم في علاج الادمان واكثر الادوية النفسية لا تسبب الادمان بل القليل النادر ما يسبب الاعتمادية والادمان .
زلكن هذا ان تم تناول تلك الادوية بعيداً عن الاستخدام الطبي او بجرعات ازيد من الجرعات المحددة وبشكل خاطئ فبسبب سوء استخدام العقاقير النفسية ودون الاشراف الطبي يكون ” الادمان علي الادوية النفسية ” ومن اسماء ادوية تسبب الادمان المشهورة هي مجموعة المهدئات والمنومات .
كما ان الادوية النفسية مختلفة فالامراض النفسية ايضاً مختلفة فمنها ما يدوم طيلة العمر مثل اضطرابات الذهان و مرض الفصام في الغالب ولذا الادوية النفسية تستمر مع المريض طيلة وجود المرض اي انه سيداوم علي تناول ادوية الفصام طيلة عمره ولا يمتنع عنها حتي لا تتفاقم الاعراض وتتدهور الحالة .
لكن تناول الشخص للادوية النفسية حينئذ من باب الحاجة الطبيبة وليس نوعاً من الادمان , ومن الامراض النفسية ما يستمر لسنوات عديدة وهنا تناول الدواء النفسي طيلة فترة وجود المرض , وقد يكون المرض النفسي علي هيئة نوبات يأتي ويذهب ولا يختفي تماماً وفي حالة النوبة من المرض .
فتحن بحاجة الي العلاج النفسي في حالة وجود النوبة المرضية وفترة وقاية مناسبة بعد حدوث النوبة فمثال ذلك الاضطراب الوجداني ثنائي القطب فقد يستمر الشخص يتناول ادوية ثنائي القطب طيلة عمره بسبب علاج نوبة الاضطراب سواء نوبة الهوس او نوبة الاكتئاب لكن القول بتناول ادوية مرض ثنائي القطب حتي بعد التعافي من نوبة المرض حتي لا يحدث انتكاسات ووقاية للشخص فتكون جرعة علاجية والاخري جرعة وقائية .
ومن الامراض النفسية ما يحتاج الي العلاج مرة واحدة ولفترة زمنية قصيرة وفي العادة في علاج تلك الاضطرابات النفسية تستمر ما بين 6 اشهر الي سنة علي الاكثر ويتم التوقف عن تناول الادوية النفسية بمجرد ذهاب الاعراض وتعافي الشخص من المرض لكن قد يعود المرض في اي وقت لذا نلجأ الي استخدات الدواء النفسي وبنفس الجرعات السابقة دون اي زيادات وتحت اشراف طبي كامل ولا نعد هذا ادماناً للادوية النفسية .
ادمان الدواء , علاج ادمان الدواء
من الامور الهامة التي يجب التنبيه عليها هي جزئية استجابة الاشخاص للادوية فعلي سبيل المثال وجود 4 اخوة لديهم نفس الاضطراب النفسي كمرض الاكتئاب علي سبيل المثال الا ان الاستجابة للدواء من كل شخص تختلف تماماً من شخص لاخر في جرعات الدواء وفي نوعية مضادات الاكتئاب وفي عدد الجرعات .
وبالطبع استعمال أدوية الاكتئاب راجعة بشكل اساسي الي طبيعة الجسم والانزيمات التي تتفاعل مع الادوية النفسية وتعمل علي تكسيره والنقليل منه بالاضافة الي اختلاف رغبة الاشخاص في وقناعتهم بالدواء النفسي .
لذا فان هناك حوالي 30% من المرضي النفسيين يتماثلوا للشفاء تماماص ويتم علاجهم نهائياً من الاضطراب النفسي ويعيشوا بعيداً عن معاناة المرض النفسي تماماً .
وهناك ما يقارب 30% ايضاً من المرضي النفسيين يتحسنوا بشكل جيد جداً ولكن يكون هناك بقايا للمرض النفسي , اما البقية فهم المرضي النفسييين فهم يستمروا مع الادوية النفسية طيلة العمر ولا يكون هذا ادمانا للدواء النفسي ولكن الحاجة الماسة الي الاستمرار في تناول الدواء حتي لا نقع في مشاكل كبري و