يُعد الإنترنت سلاحاً ذا حدين، فعلى الرغم من أهميته في تسهيل الحياة اليومية إلا أنه أصبح مؤثراً سلبياً على الحياة النفسية والاجتماعية والثقافية، فقد لا تكون على علم كافي بما يشاهده أطفالك في كل دقيقة وكأن هناك مربياً آخذ لهم يعيق دورك الأبوي، مما جعله ضيفاً ثقيلاً لابد منه نحتاج للتحكم فيه للحصول على فوائده والحد من أضراره، لذلك نسلط الضوء اليوم على أسباب إدمان الإنترنت وأنواعه وعلاجه.
أسباب إدمان الإنترنت
يوجد عدة عوامل تؤدي لإدمان الإنترنت منها:
- ظروف البيئة المحيطة.
- الجينات.
- أمراض نفسية مثل القلق والاكتئاب.
يعتقد بعض العلماء أن السبب وراء إدمان بعض السلوكيات يعود لنقص مستقبلات الدوبامين أو وجود خلل في التوازن بين النواقل العصبية السيروتونين والدوبامين التي تؤثر على المزاج.
أنواع إدمان الإنترنت
قسم العلماء إدمان الإنترنت إلى 5 أنواع، وهم:
-
إدمان المواقع الإباحية (Cybersex Addiction)
يُعد من أشهر أسباب إدمان الإنترنت وأكثر الأنواع انتشاراً خاصةً في الشرق الأوسط، إذ يشمل تصفح المواقع الإباحية، والمشاركة في غرف المحادثة الجنسية، والخدمات الجنسية المدفوعة من خلال الكاميرا، والدردشة الجنسية المدفوعة حتى يتحول إلى إدمان ويؤثر على الممارسة الطبيعية للجنس.
-
إدمان العلاقات العاطفية الالكترونية
يميل المدمن إلى البحث عن العلاقات العاطفية الالكترونية في مواقع التواصل الاجتماعي أو في غرف المحادثات، والحفاظ عليها وإهمال العلاقات الاجتماعية مع الأسرة والأصدقاء، بل قد يخفون هويتهم الحقيقية، في محاولة للتعرف على أشخاص بمعايير محددة.
تسبب تلك العلاقات المشوهة عدم القدرة على التعامل الطبيعي مع الآخرين في الواقع لفقر مهارات التواصل الاجتماعي، وارتفاع سقف الطموحات عن الشخص الذي تتحدث معه حتى يصبح من الصعب تكوين علاقات عاطفية سوية في الواقع، وتصبح أكثر ارتباطاً بالعلاقات الإليكترونية غير الواقعية.
-
إدمان الألعاب الإلكترونية
يشمل إدمان جميع الألعاب حتى التي لا تحتاج إلى الإنترنت، ويعتقد العلماء أن الاحتياج القهري للعب هذه الألعاب أصبح مشكلة تحتاج إلى حل سريع، إذ يقضي الكثير من الموظفين وقتهم في لعب هذه الألعاب بدلاً من إنجاز العمل والإنتاج، ومع تقدم العلم تزداد هذه المشكلة انتشاراً وتعقيداً.
-
البحث عن المعلومات (Compulsive Information Seeking)
أصبح الإنترنت في العصر الحديث من أهم وأكبر المصادر للمعلومات في تاريخ البشرية، مما أثر على إنتاجية العمل لاعتماد الكثير على الإنترنت كمصدر رئيسي لجمع المعلومات وتنظيمها وإعادة صياغتها بطريقة أخرى بدلاً من التفكير والإبداع والبحث عن محتوى جديد من بنات أفكارك تشاركه مع الآخرين من خلال مواقع التواصل الاجتماعي.
-
اضطرابات قهرية اليكترونية
وفي الحديث عن أسباب إدمان الإنترنت لا ننسى إدمان المقامرة على الإنترنت، وممارسة البيع والشراء، والمزادات الاليكترونية، والرغبة القهرية في الشراء حتى إذا كنت لست في حاجة إلى تلك المشتريات.
عدد ساعات إدمان الإنترنت
يقضي المراهقون أمام الإنترنت أكثر من 10 ساعات و 45 دقيقة يومياً، فتصل إلى حوالي 75 ساعة و15 دقيقة أسبوعياً، وكأنها وظيفة دوام كامل مما يسرقهم من العالم الواقعي.
أسباب الإدمان على الهاتف
أصبح الهاتف المحمول رفيق السهر، فتشعر كأنك تائه حتى أصبح يُسمى في العصر الحديث “المرآة السوداء”، إذ يُعد من أهم أسباب إدمان الإنترنت ووجود علاقة بين تحفيز الدوبامين الناتج عن التواصل الاجتماعي وإدمان الهاتف المحمول، لذلك أصبح استخدام الهاتف من الأساسيات في الروتين اليومي للتحدث مع الاصدقاء خاصةً مع كثرة تطبيقات التواصل الاجتماعي، لذلك يُجري المبرمجين الكثير من التحديثات للتطبيقات مثل التعليقات والإعجاب حتى تصبح أكثر تعلقاً بالهاتف وزائر مستديم، فتصبح في دائرة مغلقة مجبر نفسياً استخدام الهاتف.
يعود السبب وراء إدمان الهاتف قلة الثقة بالنفس، والشعور بالنقص، والاكتئاب، والرغبة في الحصول على الشهرة وتصبح من صانعي المحتوى المؤثرين على وسائل التواصل الاجتماعي يشاهدك الكثير من المتابعين، حتى أصبح يشكل خطراً على المراهقين، إذ يقضون أكثر من 7 ساعات يومياً.
كيف تؤثر وسائل التواصل الاجتماعي على حياة المراهقين
إذا تحدثنا عن أسباب إدمان الإنترنت فلا يمكن أن نغفل عن تأثيره على حياة المراهقين، إذ يمنعهم من التواصل مع العالم الخارجي، ويؤثر على تحصيلهم الدراسي، ويزداد خطر الإصابة بالاكتئاب والأرق والتفكير في الانتحار بسبب انتشار جرائم التنمر والتحرش على الإنترنت، كما يؤثر على الأخلاق واكتساب ثقافات أخرى من الأفلام والمسلسلات الأجنبية التي لا تناسب مجتمعنا العربي، كما يؤثر على الصحة الجنسية من خلال مشاهدة الأفلام الإباحية واكتساب المعلومات المغلوطة من هذه المواقع خاصةً إذا كان الإنترنت دون رقابة من الوالدين.
علاج إدمان الإنترنت للمراهقين
يوجد عدة طرق لعلاج إدمان الإنترنت من خلال:
-
العلاج الفردي
التحدث مع الطبيب المعالج في الجلسات النفسية الفردية عن أسباب إدمان الإنترنت، وطرق العلاج، وعواطفك وعاداتك اليومية، وأهدافك.
-
العلاج الجماعي
التحدث عن أسباب إدمان الإنترنت في جلسة جماعية لمن يعانون من نفس مرضك حتى لا تشعر بالوحدة، والحصول على الدعم المعنوي والنفسي من الآخرين.
-
برنامج الاثنا عشر خطوة
يُعد برنامج الاثنا عشر خطوة من أهم المبادئ لعلاج الإدمان السلوكي من خلال الجلسات النفسية الجماعية.
الوقاية من إدمان الإنترنت
إذا كنت تخشى على أطفالك من إدمان الإنترنت وترغب في القضاء على أسباب إدمان الإنترنت، نقدم لك بعض النصائح للوقاية من إدمان الإنترنت في المنزل قبل الذهاب للطبيب بحثاً عن حل، ومن أهم هذه النصائح:
-
قم بتحديد الوقت أمام الكمبيوتر والموبايل
يُمكن تحديد الوقت المستخدم في تطبيقات محددة، فبدلاً من قضاء 6 ساعات يومياً أمام الفيسبوك يمكنك تغيير إعدادات الهاتف لإغلاق التطبيق عند وقت محدد، ليذكرك مثلاً بضرورة إنجاز واجباتك.
-
التفاعل مع البيئة المحيطة
من أسباب إدمان الإنترنت الجلوس لساعات طويلة أمام وسائل التواصل الاجتماعي للشعور بالوحدة، لذلك يمكنك الانضمام إلى أحد النوادي الثقافية مثل نادي الكتاب أو نادي السينما أو التطوع في إحدى الجمعيات الخيرية مثل جمعية رسالة، لتكوين صداقات جديدة، وعدم الشعور بالعزلة.
-
التأمل
حاول التأمل واستعادة راحتك الذهنية لبضع دقائق بعيداً عن وسائل التواصل الاجتماعي من خلال ممارسة اليوجا أو الذهاب إلى نزهة في أحضان الطبيعة ومحاولة الاستمتاع بالعالم الخارجي بعيداً عن التكنولوجيا والإنترنت.
دور الوالدين في علاج إدمان الإنترنت
يجب على الوالدين معرفة الفرق بين استخدام الإنترنت الطبيعي وإدمان الإنترنت واستخدامه أكثر من اللازم، والتعرُف على أسباب إدمان الإنترنت ، وإهمال الأبناء لواجباتهم المدرسية وعلاقاتهم الاجتماعية وصحتهم النفسية.
كما يفضل بعض المراهقين قضاء الوقت على الهاتف واستخدام الإنترنت على قضائه مع العائلة، حتى يصبح كل فرد منطوياً في غرفته داخل المنزل تحت سقف واحد وكأنه يعيش بفندق.
ما العلامات التحذيرية لإدمان الانترنت للمراهقين
للارتباط الوثيق بين أسباب إدمان الإنترنت وأعراضها، نسلط الضوء على العلامات التحذيرية لإدمان الإنترنت للمراهقين والانتباه عند ظهورها حتى يمكن إنقاذ ما يُمكن إنقاذه، وهي:
- الدفاع عن الوقت المستخدم على الإنترنت.
- الاكتئاب والقلق.
- الهروب من المسؤوليات من خلال استخدام الإنترنت طوال اليوم.
- التوقف عن ممارسة الأنشطة التى كانت تُعد ممتعة في بداية الأمر قبل إدمان الإنترنت.
- الشعور بإحساس مُلح وقهري لاستخدام الإنترنت.
- الكذب بشأن استخدام الإنترنت لساعات طويلة.
- عدم الالتزام بالوقت المحدد لاستخدام الإنترنت.
- التحقق من وصول رسائل جديدة على الهاتف.
- قضاء الوقت على الإنترنت بدلاً من النوم.
- عدم الرغبة في الجلوس في مكان دون وجود إنترنت.
- تصرفات عدوانية، وعدم الشعور بمرور الوقت عند استخدام الإنترنت.
- إنفاق النقود على باقات الإنترنت المنزلي والهاتف بدلاً من الإنفاق على الضروريات.
- الشعور بالسعادة والنشوة عند استخدام الإنترنت.
ختاماً، بعد معرفة أسباب إدمان الإنترنت لا تخجل من الاعتراف بالمرض إذا وجدت أنك تعاني من أحد الأعراض التي تدل على وجود مشكلة تحتاج إلى حل، ولا تتردد في طلب المساعدة وتواصل معنا في الحال.
المصادر