أعراض اضطراب الهوية الجنسي

حتى نفهم جيدًا أعراض اضطراب الهوية الجنسي لابد أن نعرف معناها فالهوية الجنسية تشير إلى التشريح الجسدي للإنسان ذكر أو أنثى ومدى تقبله لشكل جسمه، وكيفية ارتدائه للملابس التي تليق بجنسه وكيفية التعامل والتصرف بالطريقة الملائمة التي تتناسب مع جنسه أما اضطراب الهوية الجنسي فيشير إلى وجود خلل ورغبة في التحول الى الجنس الاخر والانتماء اليه فنجد على سبيل المثال الذكر يميل إلى جنس الأنثى والأنثى تميل إلى جنس الذكر وترغب في الانتماء له وهذا الخلل له عوامل كثيرة قد يصنفها الأطباء ما بين عوامل هرمونية وعوامل بيئية تؤدي الى حدوث ذلك الاضطراب في الهوية الجنسية للإنسان فتظهر عليه الأعراض التي سنتحدث عنها خلال هذا المقال.

ما هي أعراض اضطراب الهوية الجنسي

قد تظهر أعراض اضطراب الهوية الجنسي في سن مبكر كالطفولة مثلًا وربما تظهر في مرحلة المراهقة والشباب عندما تبدأ علامات البلوغ في الظهور حيث يشعر المريض بالأعراض التالية:

  • الشعور بالخلاف الكبير بين الهوية الجنسية الحقيقية والجنس الذي وُلد به الشخص المصاب باضطراب الهوية الجنسي. 
  • الشعور المستمر أو المتكرر بأن جنسه الحالي غير صحيح.
  • الرغبة القوية في الانتماء إلى الجنس الآخر والتشبه به عن طريق الملابس والسلوكيات والكلام والتزين.
  • الرغبة القوية في المعاملة كالجنس الآخر.
  • عدم الرضا عن الأعضاء التناسلية والرغبة القوية في التخلص منها بأي وسيلة.
  • الخجل من شكل جسمه الحالي والرغبة في تغييره إلى الجنس الذي يرغب في الإنتماء إليه.

الأعراض النفسية لاضطراب الهوية الجنسي

من الأعراض النفسية لاضطراب الهوية الجنسي ما يلي:

  • عدم الراحة أو التقبل للذات وعدم الرضى النفسي عنها.
  • الشعور بالقلق. 
  • الإفراط في التفكير في كيفية الخروج من هذه الدائرة المظلمة والانتماء لجنسه المرغوب.
  • الشعور بالاكتئاب.
  • شعور قوي بالذنب. 
  • الشعور بالخجل والعار. 

أعراض اضطراب الهوية الجنسي عند النساء

تبدو أعراض اضطراب الهوية الجنسي عند النساء أكثرًا وضوحًا خاصة بعد مرحلة البلوغ حيث تظهر عليها هذه العلامات:

  • الميل إلى ارتداء الملابس الصبيانية كالبنطلون والقميص والنفور من ارتداء الفساتين والملابس النسائية والأنثوية.
  • الابتعاد التام عن التزين واستخدام أدوات المكياج.
  • التصرف والتعامل بطريقة تشبه تعامل الذكور مع بعضهم البعض بالإضافة إلى تقليد نبرة أصواتهم وحتى طريقه السلام والكلام.
  • تأجيل فكرة الارتباط بل وعدم التفكير فيها مطلقًا.

تعرف على: افضل مستشفى للطب النفسي في مصر

أعراض اضطراب الهوية الجنسي عند الرجال

تظهر أعراض اضطراب الهوية الجنسي عند الرجال في عدة مظاهر من أبرزها ما يلي:

  • الليونة والنعومة في الحديث والتصرفات على عكس سلوك الرجال المعتاد.
  • الميل لارتداء الأزياء الأنثوية كالفساتين والأحذية ذو الكعب العالي.
  • اهتمام مبالغ فيه بالتزين واستخدام العطور النسائية بالإضافة إلى استخدام مساحيق التجميل.
  • القرب من التجمعات النسائية وتكوين الكثير من  الصداقات.

أسباب اضطراب الهوية الجنسية

يعتبر اضطراب الهوية الجنسية ظاهرة معقدة وحتى وقتنا الحاضر لم يتم تحديد أسبابها الدقيقة فما زلنا لا نعرف بالضبط ما الذي يسبب خلل الهوية الجنسية للإنسان، على الرغم من أن بعض الخبراء يعتقدون أن التأثيرات الهرمونية في الرحم قد تكون سبب كما أن العوامل البيئية والنشأة قد تكون سبب أيضًا، وبوجه عام يمكن أن تعود أسباب اضطراب الهوية الجنسية إلى العوامل التالية:

العوامل البيولوجية

تشير بعض الأبحاث إلى وجود تأثيرات بيولوجية على تطوير الهوية الجنسية ويُعتقد أن التفاعلات المعقدة بين الهرمونات والجينات قد تلعب دورًا في تشكيل الهوية الجنسية كما يُمكن أن تحدث اختلالات في هذه العمليات البيولوجية، مما يسهم في اضطراب الهوية الجنسي.

العوامل النفسية

العوامل النفسية تلعب دورًا هامًا في تشكيل الهوية الجنسية فقد يعاني البعض من عدم التطابق بين الجنس الذي يشعرون به والجنس الذي ولدوا به، وهذا الاختلاف يمكن أن يؤدي إلى توترات نفسية وصراع داخلي شديد يؤثر على التصور الذاتي للشخص.

النشأة والعوامل الاجتماعية 

تُؤثر العوامل الاجتماعية والنشأة البيئية فقد يكون هناك قواعد مجتمعية صارمة بشأن السلوك والمظهر بناءً على الجنس البيولوجي، مما يضع الفرد في موقف صعب عندما يكون هناك عدم تطابق بين هذه التوقعات ومشاعره الحقيقية ورغباته.

تجارب الطفولة والتربية

تلعب التجارب في مرحلة الطفولة ونوع التربية الذي يحصل عليه الفرد دورًا في تشكيل هويته الجنسية فالتربية المحافظة أو المفرطة في الالتزام بالأدوار الجنسية التقليدية قد تؤدي إلى صراع داخلي لدى الشخص بين مشاعره والسلوكيات المفروضة عليه.

اضطراب الهوية الجنسي في الإسلام

لم يترك الإسلام قضية معاصرة أو قديمة إلا وبينها لنا كما وضح ما ينبغي فعله وما لا ينبغي القيام به، وفيما يخص تغيير الهوية الجنسية فقد حرم الإسلام عملية التحول الجنسي وتغيير الهوية التي خلقها الله عز وجل بدون أسباب طبية حقيقية كما ذكر أهل العلم أن عمليات تحويل الجنس محرمة شرعًا أما في حالة الاضطراب وعدم الراحة والمعاناة التي يشعر بها الشخص فإن الإسلام لا يعتبرها قضية تستدعي تغيير في خلق الله إلا في حالة واحدة وهي أن يُولد الإنسان ويصعب تحديد جنسه وهنا يجوز التدخل الطبي لأجل سلامة النفس البشرية وشأن ذلك علاج أي مرض آخر أو اضطراب نفسي.

اقرأ أكثر عن: اضطراب الهوية في الإسلام

تشخيص اضطراب الهوية الجنسي

يشخص الطبيب اضطراب الهوية الجنسي بعد الفحص والاختبار بناء على الدليل الإحصائي والتشخيصي للاضطرابات العقلية حيث يجب أن تستوفي معايير معينة لتشخيص إصابة المريض بخلل في الهوية الجنسية، وتختلف هذه المعايير بناءً على العمر والسن فتشمل ما يلي:

  • التناقض الملحوظ بين الجنس الحقيقي للمريض والجنس المعبر عنه ورغباته الجنسية التي يتطلع إليها.
  • الرغبة الشديدة في التخلص من أعضاءه التناسلية وطمث هذا الشكل الجسدي غير المرغوب فيه.
  • رغبة قوية في ارتداء الملابس الخاصة بالجنس الآخر
  • تفضيل قوي للأدوار التي يقوم بها الجنس الآخر والرغبة في المشاركة بها.
  • كراهية شديدة للتشريح الجنسي الخاص بالشخص المصاب باضطراب الهوية الجنسي.
  • سلوك غريب وتصرفات غير معبرة عن جنسه الحقيقي.

اختبار اضطراب الهوية الجنسي

اختبار اضطراب الهوية الجنسي عبارة عن سلسلة متكاملة من الاختبارات النفسية تشمل ما يلي:

  • اختبار الحمض النووي.
  • اختبار الكروموسومات.
  • الاختبار الهرموني.

وتوضح هذه الاختبارات أعراض اضطراب الهوية الجنسي كما تؤكد وجود الاضطراب من عدمه لدى الشخص المراد فحصه، كما يساعد اختبار اضطراب الهوية الجنسي في تشخيص الحالة وإعادة التوازن النفسي وتقديم العلاج للمصاب.

علاج اضطراب الهوية الجنسي

تعرفنا على أعراض اضطراب الهوية الجنسي ونتطرق الآن للعلاج حيث يهدف علاج اضطراب الهوية الجنسي إلى التخلص من المشاعر السلبية المرتبطة بوجود جنس لا يتوافق مع الجنس المحدد للمريض عند الولادة فمن المهم أن نعرف أن المشكلة الحقيقية ليست في الهوية الجنسية إنما في الانزعاج وعدم الراحة المرتبطين بها وهذا هو السبب في أن علاج اضطراب الهوية الجنسي يكون أفضل من خلال فريق من الأطباء من مختلف التخصصات بما في ذلك الصحة النفسية، الغدد الصماء، الهرمونات، المسالك البولية، العلاج النفسي والجراحة، ويتم علاج اضطراب الهوية الجنسي بعدة طرق منها ما يلي:

العلاج النفسي

من خلال الأطباء النفسيين عن طريق بناء سيكولوجية صحيحة للمصاب بشأن هويته الجنسية وتقديم المشورة والدعم اللازمين للمصاب وعلاج كل أعراض اضطراب الهوية الجنسي لدى المصاب.

العلاج الطبي أو الجراحي

يتم ذلك في حالات نادرة كأن يولد الطفل ويساء تحديد جنسه الصحيح وهنا يلجأ الطبيب إلى إجراء جراحة لتأكيد الجنس الصحيح المولود به الطفل.

العلاج الهرموني

يستخدم هذا العلاج في تطوير المزيد من الخصائص الجسدية لجنس الشخص المصاب حيث يمكن أن تساعد الهرمونات التكميلية في ظهور السمات والعلامات الجسدية التي تؤكد الجنس مثل تكبير الثدي عند الأنثى أو تعزيز نمو الشارب واللحية عند الذكر وغيرهم من مظاهر جسدية تؤكد على الجنس.

خلاصة موضوع أعراض اضطراب الهوية الجنسي

إن فهم أسباب وأعراض اضطراب الهوية الجنسي يتطلب نظرة شاملة للعوامل البيولوجية والنفسية والاجتماعية والثقافية التي تتداخل معًا لتشكيل هذه الظاهرة المعقدة وبالتالي يجب توفير بيئة داعمة وعلاج نفسي للأفراد الذين يعانون من اضطراب الهوية الجنسي، حيث يمكنهم بناء تواصل صحيح مع ذاتهم ومع المحيطين بهم، والسعي نحو قبول جنسهم والشعور بالاحترام المتبادل.

مصدر 1

مصدر 2

مصدر 3

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *