يشكو الأغلبية من القولون العصبي الذي يُعد من أكثر الأمراض الشائعة الخاصة بالجهاز الهضمي، ويسبب تقلصات في المعدة وتغيير عدد مرات التبرز، وازدياد شدة حساسية المعدة، والإسهال أو الإمساك أو كليهما، لذلك لم أتردد في الحديث عن تجربتي مع الدوجماتيل للقولون، وجرعاته ومدى فعاليته في علاج القولون في السطور القادمة.
تجربتي مع الدوجماتيل للقولون
يحتوي الدوجماتيل على مادة السولبيريد الذي يتسم بقدرته الانتقائية لتعطيل مستقبلات الدوبامين في الدماغ لعلاج الاكتئاب والفصام، وتقييد قدرته للتأثير في الخلايا العصبية الأخرى.
هل الدوجماتيل يعالج القولون
أجريت إحدى التجارب الحديثة لاختبار مدى فعالية وأمان الدوجماتيل 50 للقولون مقارنةً بالعلاج التقليدي المتعارف عليه في علاج القولون.
في ضوء تجربتي مع الدوجماتيل للقولون العصبي وهل يعالج حقاً القولون العصبي، تطوع 40 مريضاً أكبر من 18 عاماً وقُسموا إلى فريقين، وحصل الفريق الأول على جرعة من سولبيريد 200-450 مجم فقط يومياً، وحصل الفريق الثاني على علاج القولون التقليدي، واستمرت التجربة لمدة 6 أسابيع.
وجد العلماء أن الدوجماتيل أكثر فعالية بنسبة 85% من العلاج التقليدي الذي لم يتعدى نسبة فعاليته أكثر من 10%، وساعد على تخفيف أعراض القولون العصبي مثل القلق والاكتئاب وتقلصات المعدة.
ولكن كان تأثيره ضعيفاً في علاج اختلال التوازن البكتيري، وسبب أعراضاً جانبية للفريق الأول بنسبة 15%، واضطر العلماء إلى تقليل الجرعة اليومية لتجنب تلك الأعراض.
آلية عمل دواء دوجماتيل
وفي سياق الحديث عن تجربتي مع الدوجماتيل للقولون، أظهرت الأبحاث والدراسات الحديثة فاعلية الدوجماتيل في علاج القولون.
وذلك يعود لآلية عمل الدوجماتيل الانتقائية، إذ يعطل عمل مستقبلات الدوبامين في الجهاز العصبي التي أظهرت حديثاً مدى تأثيرها في زيادة حركة القولون.
درس العلماء حركة القولون واستجابته لوجبة تحتوي على 1000 كالوري على 12 مريضاً، وكان لهذه الوجبة تأثيراً تحفيزياً في زيادة حركة القولون التي استمرت ساعة واحدة وكانت في أقصى نشاط لها في أول نصف ساعة.
قلل الدوجماتيل العضلي حركة القولون عند إعطائه إلى ستة مرضى بتركيز 100 مجم، لذلك يوجد علاقة بين مستقبلات الدوبامين وحركة القولون واستجابته للطعام.
هل الدوجماتيل له أضرار
قد يسبب الدوجماتيل بعض الآثار الجانبية التي تختلف من شخص لآخر حسب استجابته للدواء، ومن أهم هذه الآثار:
- قد يؤثر الدوجماتيل في جهاز الغدد الصماء وعملية الأيض مسبباً فرط إفراز اللبن الذي بدوره يسبب التثدي لدى الرجال، وانقطاع الطمث، وضعف الرغبة الجنسية للنساء.
- زيادة الوزن.
- عصر الحركة.
- خلل الحركة خارج الهرمية (Extrapyramidal syndrome).
- الدوار والنعاس (somnolence) في بداية العلاج.
- هبوط الضغط الانتصابي (Orthostatic hypotension).
هل الدوجماتيل آمن في علاج القولون
نستكمل حديثنا عن تجربتي مع الدوجماتيل للقولون وهل يُعظ آمناً للاستخدام، وللإجابة عن هذا السؤال أُجريت إحدى الدراسات المقارنة بين تأثير السوليبريد والأدوية الأخرى في علاج القولون العصبي على 563 مريضاً بالقولون العصبي. وانقسم المرضى إلى 6 مجموعات لم يفلح معهم اتباع نظام غذائي صحي وحده لتخفيف أعراض القولون المزعجة، وهذه المجموعات هي:
- لم يتلقى 137 مريضاً أي علاج سابق للقولون العصبي قبل إجراء هذه الدراسة.
- استخدام 65 مريضاً مناهضات المستقبلات المسكارينية (muscarinic antagonists).
- استخدم 187 مريضاً المركب العلاجي من الأدوية المضادة للكولين والبنزوديازيبين.
- استخدم 62 مريضاً مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات (tricyclic antidepressants).
- استخدم 48 مريضاً مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية.
- استخدم 64 مريضاً مضادات للانتفاخ (antiflatulent).
استمر العلاج في هذه التجربة لمدة 6 أسابيع، أظهر فيها السوليبريد فعاليته في تخفيف الشعور بالقلق، والتقلصات، والاكتئاب، وعودة القولون العصبي لأداء وظيفته الحيوية، وكانت نتائج الدراسة كالتالي:
- بلغت نسبة النجاح التي تدل على فعالية السوليبريد في علاج القولون العصبي 84%.
- بلغت نسبة الشفاء للمرضى الذين استخدموا مناهضات المستقبلات المسكارينية، ومضادات الانتفاخ، ومضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات أعلى من 95% عند استخدام السوليبريد.
- وبلغت نسبة الشفاء للمرضى الذين لم يتلقوا أي علاج سابق للقولون العصبي قبل السوليبريد 88%.
- بينما لم تتعدى نسبة الشفاء 77% للمرضى الذين استخدموا مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية، و72% للمرضى الذين استخدموا المركب العلاجي من الأدوية المضادة للكولين والبنزوديازيبين.
- زادت نسبة الشفاء للمرضى بنسبة 9.8% عند إضافة الاسيتالوبرام، وزادت أكثر بنسبة 3.4% عند زيادة جرعة السوليبريد إلى 100 مجم مرتين يومياً، وقلت نسبة فشل العلاج إلى 2.3%.
ولم يكون إلا نسبة قليلة من المرضى فترة تسامح مع العلاج لا تتعدى 11% فقط، مما يدل على مدى فعالية السوليبريد في علاج القولون العصبي وإمكانية استخدامه بأمان.
كيف تتخلص من القولون نهائيا
تختلف استجابة كل مريض للعلاج عن الآخر، كما يختلف النظام الغذائي الذي يتبعه كل مريض قولون عصبي، ولكن يوجد بعض النصائح التي اتبعتها في تجربتي مع الدوجماتيل للقولون وساعدتني في تخفيف أعراضه المزعجة بجانب العلاج الدوائي، وهي:
- استخدام مكونات طازجة في تحضير الطعام.
- اتباع ما يأكله المريض وما يظهر عليه من أعراض وتدوينه لتجنب الأطعمة التي تثير القولون العصبي.
- ممارسة الرياضة يومياً بانتظام، ومحاولة الاسترخاء.
- تناول الأطعمة الغنية بالألياف مثل الشوفان والمكملات الغذائية التي تحتوي على البكتيريا الحية لمدة شهر، مما قد يساعد في تخفيف أعراض الانتفاخ والتقلصات.
- لا تؤجل تناول الوجبات في ميعادها أو تتجاهلها.
- لا تتناول الطعام بسرعة.
- الابتعاد عن تناول الأطعمة التي تحتوي على الدهون، والحارة.
- الابتعاد عن الأطعمة المصنعة.
- لا تشرب أكثر من 3 أكواب من الشاي أو القهوة.
- الابتعاد عن شرب الكحوليات أو المشروبات الغازية لاحتوائها على السوربيتول المحلي.
- لا تتناول أكثر من 80 جراماً من الفاكهة الطازجة.
- الابتعاد عن الأطعمة صعبة الهضم مثل القرنبيط، والبروكلي، والفاكهة المجففة.
- إذا كنت تعاني من الإسهال المصاحب للقولون العصبي، فلا بد من الإكثار من شرب المياه لتجنب الجفاف.
- يُعد استخدام الملينات مثل دوفلاك شراب من أفضل الأدوية التي ساعدتني للتخلص من الإمساك في تجربتي مع الدوجماتيل للقولون العصبي.
ختاماً، أتمنى أن تصبح تجربتي مع الدوجماتيل للقولون سبباً سبباً في عودة الأمل في العلاج لغيري من مرضى القولون العصبي، وقد تكون قراءة هذا المقال المرشد لك، ولكن لا تعطيك الحق في استخدام الدواء دون استشارة الطبيب والحصول على تشخيص واضح وأكيد، والالتزام بالجرعة التي يصفها الطبيب لتجنب آثاره الجانبية.
